طهارة الناصب و الخارج لغرض دنیوی و نحوه‏


و أمّا سائر الطوائف من النصّاب بل الخوارج، فلا دلیل على‏ نجاستهم و إن کانوا أشدّ عذاباً من الکفّار، فلو خرج سلطان على‏ أمیر المؤمنین (علیه السّلام) لا بعنوان التدیّن، بل للمعارضة فی الملک، أو غرض آخر، کعائشة و الزبیر و طلحة و معاویة و أشباههم، أو نصب أحد عداوة له أو لأحد من الأئمّة (علیهم السّلام) لا بعنوان التدیّن، بل لعداوة قریش، أو بنی هاشم، أو العرب، أو لأجل کونه قاتل ولده أو أبیه، أو غیر ذلک، لا یوجب ظاهراً شی‏ءٌ منها نجاسة ظاهریة و إن کانوا أخبث من الکلاب و الخنازیر؛ لعدم دلیل من إجماع أو أخبار علیه.

بل الدلیل على‏ خلافه؛ فإنّ الظاهر أنّ کثیراً من المسلمین بعد رسول اللَّه (صلّى اللَّه علیه و آله و سلّم)- کأصحاب الجمل و صفّین و أهل الشام و کثیر من أهالی الحرمین الشریفین کانوا مبغضین لأمیر المؤمنین و أهل بیته الطاهرین صلوات اللَّه علیهم و تجاهروا فیه، و لم ینقل مجانبة أمیر المؤمنین و أولاده المعصومین (علیهم السّلام) و شیعته‏

کتاب الطهارة، ج‏3، ص: 458

المنتجبین عن مساورتهم و مؤاکلتهم و سائر أنواع العشرة.

و القول: بأنّ الحکم لم یکن معلوماً فی ذلک الزمان، و إنّما صار معلوماً فی عصر الصادقین (علیهما السّلام) «1» کما ترى. مع عدم نقل مجانبة الصادقین (علیهما السّلام) و أصحابهما و شیعتهما و کذا سائر الأئمّة (علیهم السّلام) المتأخّرة عنهما و شیعتهم عن مساورة شیعة بنی أُمیّة و بنی العبّاس، و لا من خلفاء الجور.

و الظاهر أنّ ذلک لعدم نجاسة مطلق المحارب و الناصب، و أنّ الطائفتین- لعنهما اللَّه لم تنصبا للأئمّة (علیهم السّلام) لاقتضاء تدیّنهما ذلک، بل لطلب الجاه و الریاسة و حبّ الدنیا الذی هو رأس کلّ خطیئة، أعاذنا اللَّه منه بفضله.

بل المنقول عن بعض خلفاء بنی العبّاس أنّه کان شیعیاً، و نقل عن المأمون أنّه قال: «إنّی أخذت التشیّع من أبی» «2» و مع ذلک کان هو و أبوه على‏ أشدّ عداوة لأبی الحسن موسى بن جعفر و ابنه الرضا (علیهما السّلام) لمّا رأیا توجّه النفوس إلیهما، فخافا على‏ ملکهما من وجودهما.

و بالجملة: لا دلیل على‏ نجاسة النصّاب و الخوارج إلّا الإجماع و بعض الأخبار، و شی‏ء منهما لا یصلح لإثبات نجاسة مطلق الناصب و الخارج؛ و إن قلنا بکفرهم مطلقاً، بل وجوب قتلهم فی بعض الأحیان.

______________________________
(1) الطهارة، الشیخ الأنصاری: 358/ 9.

  (2) عیون أخبار الرضا (علیه السّلام) 1: 88/ 11.

 

 

پاسخ آیت الله قزوینی به این شبهه وهابیت

 

 

 

 

http://www.aparat.com/v/R28xr